مرحبا بك في منتديات spyman
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحبا بك في منتديات spyman

collections
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 "تكملة من ديوان لافتات 1" للشاعر احمد مطر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
m7md
مشرف عام
مشرف عام



المساهمات : 26
تاريخ التسجيل : 25/07/2008
العمر : 33

"تكملة من ديوان لافتات 1" للشاعر احمد مطر Empty
مُساهمةموضوع: "تكملة من ديوان لافتات 1" للشاعر احمد مطر   "تكملة من ديوان لافتات 1" للشاعر احمد مطر Emptyالإثنين يوليو 28, 2008 11:01 pm

تكملة من ديوان لافتات 1
------------------------------------------
القُرصـان

بَنينـا مِن ضحايـا أمْسِنا جِسْـرا
وقَدّمنا ضحايـا يومنِـا نَذْرا
لنلقى في غَـدٍ نصْـرا
ويمَّمْنـا إلى المسْـرى
وكِدْنـا نَبلُغُ المسْـرى
ولكـنْ قامَ عبـدُ الذّاتِ
يدْعـو قائلاً : صَـبْرا
فألقينـا بِبابِ الصّبر قَـتْلانا
وقلنا : إنّـهُ أدرى
وبعْـدَ الصّبرِ
ألفَينـا العِـدَا قد حَطّمـوا الجِسـرا
فقُمنا نطْلُبُ الثّأرا
ولكـنْ قامَ عبـدُ الذّاتِ
يدعـو قائلاً : صبْـرا
فألقينا بِبابِ الصّبرِ آلافـاً مِنَ القتلى
وآلافـاً مِن الجرحـى
وآلافـاً مِـن الأسـرى
وهَـدَّ الحِمْـلُ رحْـمَ الصّبرِ
حتّى لم يُطِـقْ صَبـرا
فأنجَـبَ صبرُنا : " صـبرا " !
وعبـدُ الذّاتِ
لمْ يُرجِـعْ لنا مِن أرضِنا شِـبرا
ولَمْ يَضمَـنْ لِقتـلانا بها قَبْرا
ولمْ يُلقِ العِـدَا في البحْـرِ
بلْ ألقى دِمانا وامتَطـى البحْرا
فسًبحـانَ الذي أسْـرى
بعبـدِ الذَّاتِ
مِن صَـبرا إلى مِصـرا
وما أَسْرى بهِ للضَفّـةِ الأُخـرى !
====================
أصفار

قرأتُ في الجَـرائدْ
أنَّ " أبا العوائدْ "
يبحثُ عن قريحةٍ تنبحُ بالإيجارْ
تُخْرجُ أَلْفَيْ أَسَدٍ من ثُقْبِ أنفِ الفارْ
وتحصدُ الثلجَ من المواقِدْ !
ضحكتُ من غبائِهِ
لكنني قبلَ اكتمالِ ضَحْكتي
رأيتُ حولَ قَصْرِهِ قوافِلَ التُجَّارْ
تنثرُ فوقَ نعلِهِ القصائدْ !
* * *
لا تعجبوا إذا أنا وقفتُ في اليسارْ
وَحْدِي
فَرُبَّ واحدْ
تكثرُ عن يمينهِ قوافلٌ
ليستْ سوى أصفارْ
====================
اللعبة

عَلى رُقْعَةٍ تحتويها يَدانْ
تَسيرُ إلى الحربِ تِلكَ البَيَادِقْ
فَيَالِقٌ تَتْلُو فيالِقْ
بلا دافعٍ تَشْتَبِكْ
تَكرُّ .. تَفرُّ
وتَعْدو المنايا على عَدْوِها المرتبكْ
وتهوي القِلاعُ
ويعلو صهيلُ الحِصانْ
ويَسْقُطُ رأسُ الوزيرِ المنافقْ
وفي آخرِ الأمْرِ
.. يَنْهَارُ عَرْشُ المَلِكْ
وبينَ الأسى والضَّحِكْ
يموتُ الشُّجاعُ بذَنْبِ الجَبَانْ
وتطوي يدا اللاعِبَيْنِ المكانْ !
* * *
أقولُ لجدّي :
لماذا تموتُ البيادقْ ؟
يقولُ : لينْجُو المَلِكْ
أقولُ : لماذا إذنْ لا يموتُ الملكْ
لحقْنِ الدَّمِ المنسفِكْ ؟!
يقولُ : إذا ماتَ في البدءِ
لا يَلْعَبْ اللاعبانْ !
====================
عاش .. يسقط

يا قدسُ معذرةً ومثلي ليسَ يعتذرُ
ما لي يدٌ في ما جرى فالأمرُ ما أمروا
وأنا ضعيفٌ ليسَ لي أثَرُ
عَارٌ عَلَيَّ السّمْعُ والبَصَرُ
وأنا بسيفِ الحرفِ أنتحرُ
وأنا اللهيبُ .. وقادَتي المطرُ
فمتى سأستعرُ ؟!
* * *
لو أنَّ أربابَ الحِمَى حَجَرُ
لحملتُ فأساً دونها القدرُ
هوجاءَ لا تُبقي ولا تَذَرُ
لكنّما .. أصنامُنا بَشَرُ
الغدرُ منهم خائفٌ حَذِرُ
والمكْرُ يشكو الضَّعْفَ إنْ مَكَرُوا
فالحربُ أغنيةٌ يجنُّ بلحنها الوَتَرُ
والسِّلْمُ مُخْتصرُ
ساقٌ على ساقٍ
وأقداحٌ يُعْرَشُ فوقها الخَدَرُ
وموائدٌ من حولِها بَقَرُ
.. ويكونُ مؤتمرُ !
* * *
هِزِّي إليكِ بجذعِ مؤتمر
يُساقط حولكِ الهَذَرُ
عَاشَ اللهيبُ
.. ويسقطُ المطرُ !
====================
أحبّـك

يا وَطَـني
ضِقْتَ على ملامحـي
فَصِـرتَ في قلـبي
وكُنتَ لي عُقـوبةً
وإنّني لم أقترِفْ سِـواكَ من ذَنبِ !
لَعَنْـتَني ..
واسمُكَ كانَ سُبّتي في لُغـةِ السَّـبِّ !
ضَـرَبْـتَني
وكُنتَ أنتَ ضاربـي .. وموضِعَ الضّـربِ !
طَردْتَـني
فكُنتَ أنتَ خُطْوَتي
وَكُنتَ لي دَرْبـي !
وعنـدما صَلَبْـتَني
أصبَحْـتُ في حُـبّي
مُعْجِــزَةً
حينَ هَـوى قلْـبي .. فِـدى قلبي !
يا قاتلـي
سـامَحَكَ اللـهُ على صَلْـبي
يا قاتلـي
كفاكَ أنْ تقتُلَـني
مِنْ شِـدَّةِ الحُـبِّ !
====================
أعوذ بالله

شَيْطانُ شِعري زارَني
فَجُنَّ إذْ رآني
أَطبعُ في ذاكِرتي ذاكرةَ النسيانِ
وأُعْلِنُ الطلاقَ بينَ لَهجتي ولَهجتي
وأنصَحُ الكِتمانَ بالكِتمانِ !
قلتُ لهُ : كفاكَ يا شَيْطاني
فإنَّ ما لقيتُهُ كَفَاني
إيّاكَ أنْ تَحْفُرَ لي مقبرتي
بِمِعْوَلِ الأوزانِ
فأطرقَ الشيطانُ
ثُمَّ اندفعتْ في صدرِهِ
حرارةُ الإيمانِ
وقبلَ أنْ يُوحِيَ لي قَصيدتي
خَطَّ على قريحتي :
أعوذُ باللهِ مِنَ السُّلطانِ !
====================
رماد

حيَّ على الجهادْ
كُـنَّا .. وكانتْ خيمةٌ تدور في المزادْ
تدور .. ثم أنها
تدور .. ثم أنها
يبتاعُها الكسادْ
* * *
حيَّ على الجهادْ
تفكيرُنا مُؤَمَّـمٌ
وصوتُنا مُبَادْ
مرصوصةٌ صفوفُنا .. كُلاًّ على انفرادْ
مُشْرَعَـةٌ نوافذُ الفسادْ
مُقفلةٌ مخازنُ العتادْ
والوضعُ في صالِحِنا
والخيرُ في ازديادْ !
* * *
حيَّ على الجهادْ
رمادُنا .. من تحتِهِ رمادْ
أموالُنا .. سنابلٌ
مُودَعَةٌ في مصرفِ الجرادْ
ونفطنا يجري على الحيادْ
والوضعُ في صالِحِنا
فجاهدوا
يا أيُّها العِبَادْ !
* * *
رمادُنا .. من تحتِهِ رمادْ
من تحتهِ رمادْ
من تحتهِ رمادْ
حيَّ على الجمادْ !
====================
علامة النصر

بعدَ طُقوسِ النَّحرْ
رأيتُ " عبدَ النّسرْ "
يخرجُ في مُظاهَرَهْ
تدعو إلى تجميلِ بابِ القَبرْ
رأيتُهُ يرفعُ إصْبَعَيْهِ نحوَ الآخِرَهْ
يَرسمُ رمزَ النَّصرْ
رأيتُ سَاقَيْ عاهِرَهْ
قَامَتْ تُصَلّي الفَجرْ !
====================
لا نامت عين الجبناء

أَطْلَقْتُ جَناحي لرياحِ إبائي
أنطقتُ بأرضِ الإسكاتِ سَمائي
فمشى الموتُ أمامي
ومشى الموتُ ورائي
لكن قامتْ
بين الموتِ وبين الموتِ
حياةُ إبائي
وتَمَشَّيْتُ برغمِ الموتِ على أشْلائي
أَشْدو .. وفَمِي جُرْحٌ
والكلماتُ دمائي :
لا نامتْ عينُ الجُبناءِ !
ورأيتُ مِئاتِ الشعراءِ
تحتَ حذائي
قاماتٌ أَطْوَلُها يَحْبو
تحتَ حذائي
ووجوهٌ يسكنها الخِزْيُ
على استحياء
تتدلّى في كُلِّ إناءِ
وشفاهٌ كثغورِ بغايا
وقلوبٌ كبيوتِ بِغَاءِ
تتباهى بعَفَافِ العُهْرِ
وتكتُبُ أنسابَ اللقطاءِ
وتَقِيءُ على أَلِفِ المدِّ
وتمسحُ سَوْءَتَها بالياءِ
* * *
في زمنِ الأحياءِ الموتى
تنقلبُ الأكفانُ دَفاتِرْ
والأكبادُ مَحَابِرْ
والشِّعْرُ يَسدُّ الأبوابَ
فلا شُعراءَ سوى الشهداءِ !
====================
شكوى باطلة

بَيْـنِي وبينَ قَاتِلي حكايةٌ طريفَهْ
فَقَبْلَ أنْ يَطْعَنَـنِي
حَلَّفني بالكعبةِ الشريفَهْ
أنْ أطعنَ السيفَ أنا بِجُثَّـتِي
فهْوَ عجوزٌ طاعِنٌ وكَفُّـهُ ضعيفَهْ !
حَلَّفَـنِي أنْ أحبسَ الدماءَ
عن ثيابِهِ النظيفَهْ
فهْوَ عجوزٌ مُؤمنٌ
سوفَ يُصَلِّي بعدما
يفرُغُ من تأديةِ الوظيفَهْ !
* * *
شَكَوْتُـهُ لحضرةِ الخَليفَهْ
فرَدَّ شكوايَ
لأنَّ حجَّتي سخيفَهْ !
====================
قومي احبلي ثانيةً

فصيحُنا ببغاءْ
قَوِيُّـنَا مومياءْ
ذَكِـيُّنا يشمتُ فيه الغَباءْ
ووضعُنا يضحكُ منهُ البكاءْ
تَسَمَّمَتْ أنفاسُنا
حتى نسينا الهواءْ
وامتزج الخِزْيُ بنا حتى كَرِهنا الحياءْ
يا أرضَنا
يا مهبطَ الأنبياءْ
قد كانَ يَكفي واحد لو لم نكن أغبياءْ
يا أرضَنا
ضاعَ رجاءُ الرجاءْ
فينا ، وماتَ الإباءْ
يا أرضَنا لا تَطْلبـي مِن ذُلِّنا كبرياءْ
قُومي احْبَلِي ثانيةً
وكَشِّفي عنْ رَجُلٍ
لهؤلاءِ النساءْ !
====================
الأرمد والكحّال

" هل ، إذا ، بِئْسَ ، كما
قد ، عَسَى ، لا ، إنَّمَا
مِنْ ، إلى ، في ، رُبَّما "
هكذا – سَلَّمَكَ اللهُ – قُلِ الشِعْرَ
لتبقى سالِما
هكذا لن تَشْهقَ الأرضُ
ولن تَهوي السَّما
هكذا لن تُصبحَ الأوراقُ أكفانا
ولا الحبرُ دَمَا
هكذا وَضِّحْ معانيكَ
دَوَاليكَ .. دَوَاليكَ
لكي يُعطيكَ واليكَ فَمَا
وطني أيُّها الأَرْمَـدُ
ترعاكَ السَّـما
أصبحَ الوالي هو الكَحَّالُ
.. فابشِرْ بالعَمَى !
====================
كان يا ما كان

يُضحِكني العميانْ
حين يُقاضونَ الألوانْ
ويُنادونَ بشمسٍ تجريديّهْ
تُضحِكني الأوثانْ
حينَ تُنادي الناسَ إلى الإيمانْ
وتسبُّ عهودَ الوثنيّهْ
يُضحِكني العريانْ
حينَ يُباهي بالأصواف الأوروبيّهْ !
كان وياما كانْ
كانتْ أُمّتُـنا المسبيّهْ
تطلبُ صكَّ الإنسانيّهْ
من شيطانْ !
====================
ورثة إبليس

وُجوهُكُمْ أَقْـنِعَةٌ بالِغةُ المرونَهْ
طِلاؤها حصافَةٌ
وَقَـعْرُها رعونَهْ
صَفَّقَ إبليسُ لها مُنْدَهِشَـاً
وباعَكُمْ فنونَهْ
وقالَ : إنّـي راحِلٌ
ما عادَ لي دَوْرٌ هُنا
دَوْرِي أنا
أنتم ستلعبونَهْ
* * *
ودارتِ الأدوارُ فوقَ أَوْجُهٍِ قاسيةٍ
تَعْدِلُها من تحتِكُمْ لُيونَهْ
فكلّما نامَ العدوُّ بينكمْ
رحتُمْ تقرِّعونَهْ
لكنكم تُجْرونَ ألفَ قُـرْعَةٍ
لمنْ ينامُ دونَهْ !
وغايةُ الخشونَهْ
أنْ تندبوا :
قُمْ يا صلاحَ الدينِ قُمْ
حتى اشتكى مرقَدُهُ من حولِهِ العفونَهْ
كم مرَّةٍ في العامِ تُوقِظُونَهْ ؟
كم مرَّةٍ على جدارِ الجُبْنِ تجلدونَهْ ؟
أيطلبُ الأحياءُ من أمواتِهم معونَهْ ؟!
دَعُوا صلاحَ الدينِ في تُـرابِهِ
واحترموا سُكونَهْ
لأنّه لو قامَ حقّـاً بينكمْ
فسوفَ تقتلونَهْ !
====================
دمعـة على جُثمـان الحُريّـة

أنـا لا أكتُبُ الأشعـارَ
فالأشعـارُ تكْتُبـني
أُريـدُ الصَّمْـتَ كي أحيـا
ولكـنَّ الذي ألقـاهُ يُنطِقٌـني
ولا ألقـى سِـوى حُزُنٍ
على حُزُنٍ
علـى حُزُنِ
أَأكتُبُ " أنّني حيٌّ "
على كَفَني ؟
أَأكتُبُ " أنَّني حُـرٌّ "
وحتّى الحَرفُ يرسِـفُ بالعُبوديّـهْ ؟
لقَـدْ شيَّـعْتُ فاتنـةً
تُسمّى في بِـلادِ العُربِ تخريبـاً
وإرهـاباً
وطَعْناً في القوانينِ الإلهيّـهْ
ولكنَّ اسمَهـا
واللـهِ
لكنَّ اسمَها في الأصْـلِ
.. حُريّــهْ !
====================
مقتل شاعرين

في أوَّلِ الليلِ
رأيتُ شاعراً يُناضِلْ
يَرْقَعُ بالعَرُوضِ نَعْلَ الوالي
رأيتُهُ مُخْتنِقَـاً
في عَرَقِ النِضالِ
مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مَفَاعِلْ !
* * *
في آخِرِ الليلِ
رأيتُ شاعِراً يرسِفُ بالسَلاسِلْ
مُخْتنِقَـاً بينَ جُنودِ الوالي
رأيتُ ذُلَّ ماسَةٍ
في وَسَطِ المزابِلْ
مُسْتَفْعِلُنْ .. مَفَاعِلْ
* * *
عندَ الضُّحَى تَحَوَّلَ المُناضِلْ
كَعْبَـاً لِنَعْـلِ الوالي
وبَرْعَمَ الوردُ على السَلاسِلْ !
====================
بطولة

هَذِهِ خَمْسَةُ أبياتٍ
كخمسينَ مَقالْ
هِيَ أقصى ما يُقَالْ
وَالذي يَسْـأَلُ
عنْ معنى سُطوري
يَجِدُ الـمَعْنى مُذَابَاً
في السُّؤالْ !
* * *
قالَ : أَمْسَكْتُ بِلِصٍّ
يا رِجَالْ :
قِيلَ : أحضِرْهُ .. فقالْ :
حَمْلُهُ يُهلِكُني
قِيلَ : دَعْـهُ .. وتعالْ
قالَ : حَاوَلْتُ ولكنْ
هو لا يَتْركِني !
====================
كلمات فوق الخرائب

قِفُوا حولَ بيروتَ
صَلُّوا على روحِها واندبوها
وَشُدّوا اللِحَى وانتفوها
لِكَيْ لا تُـثيروا الشُّكوكْ
وسُلّوا سيوفَ السُّبابِ لِمَنْ قَيَّدوها،
ومَنْ ضاجَعوها،
ومَنْ أحْرقوها
لِكَيْ لا تُـثيروا الشُّكوكْ
وَرصّوا الصُكوكْ
على النارِ " كي تُطفئوها " !
وَلكِنَّ خَـيْطَ الدُخانِ
سيصرُخُ فيكُمْ : دَعُوها
ويكتُبُ فوقَ الخرائبِ :
" إنَّ الملوكَ
إذا دَخَلوا قريةً أفسدوها " !
====================
حلم

وَقَفْتُ ما بين يَدَيْ
مُفسِّرِ الأحلامْ
قُلتُ له : " يا سيّدي
رأيتُ في المنامْ
أنِّي أعيشُ كالبَشَـرْ
وَأنّ مَنْ حَولي بَشَـرْ
وأنّ صوتي بِفمي
وفي يَدي الطَعامْ
وأنّني أمشي
ولا يُتْـبَع من خَلفي أثَـرْ !
فصاحَ بي مرتعداً :
يا وَلَدي حَـرَامْ
لقَد هَـزِئْتَ بالقَدَرْ
يا وَلَدي . . نَـمْ عِندما تَنامْ !
* * *
وقبلَ أنْ أتركَـهُ
تَسَلّلتْ من أُذُني
أصَابعُ النِظامْ
واهتزَّ رأسي . . وانْفَجَرْ !
====================
الذَّنْب

يَعوي الكلبُ
إنْ أوْجَعَـهُ الضَّـربُ
فلماذا لا يصحو الشَّـعبُ
وعلى فَمِـهِ ينهَضُ كلبٌ
وعلى دَمِـهِ يُقْعي كَلْـبُ
* * *
الذلُّ بساحتِـنا يسعى
فلماذا نرفضُ أن نَحْبـو ؟
ولماذا نُدْخِلُ " أبرهةً " في كَعْبَتِـنا
ونُؤَذِّنُ : للكعبةِ رَبّ ؟
* * *
نحنُ نفوسٌ يأنَفُ منها العارُ
ويخجَلُ منها العَيْبُ
وتُباهي فيها الأمراضُ
ويمْرُض فيها الطِّـبُّ
حَـقَّ علينا السيفُ
وحَـقَّ الضَربُ
لا ذَنْـبَ لَنا . . لا ذَنْـبَ لَنا
نحنُ الذَّنْـبُ !
====================
الحيّ الميت

المُعجزاتُ كلُّها في بَدَنِي
حيٌّ أنـا
لكنَّ جِلْدي كَفَنِي !
أسيرُ حيثُ أشتهي
لكنَّني أسيرْ !
نِصْفُ دَمِي ( بِلازِما )
ونصفُـهُ خَفِـيرْ
مع الشهيقِ دائماً يَدْخُلُنِي
ويُرْسِـلُ التقريرَ في الزفيرْ !
وكلُّ ذَنْبِي أنَّنِي
آمنتُ بالشِّعْرِ . . وما آمنتُ بالشعيرْ
في زمـنِ الحميرْ !
====================
بين يَدَي القدس

يا قُدسُ يا سيدّتي .. مَعذِرةً
فَليسَ لي يَدانْ
وليسَ لي أسلحةٌ
وليسَ لي مَيدان
كلُّ الذي أملِكُهُ لِسان
والنطقُ يا سيّدتي أسعارُه باهِظةٌ
والموتُ بالمجَّانْ !
* * *
سَيّدتي أحرجْتِني
فالعمرُ سعرُ كِلْمةٍ واحدةٍ
وَ ليسَ لي عمرانْ
أقول نِصْفُ كِلْمةٍ
ولعنةُ اللهِ على وسْوَسَةِ الشيطانْ :
جاءَت إليكِ لِجنةٌ
تَبيضُ لجنتيْن
تُفقّسانِ بعدَ جَولتيِن عَنْ ثَمانْ
وبالرفاءِ والبنين
تكثُرُ اللجانْ
ويسحقُ الصبرُ على أعصابِه
وَ يرتدي قميصَهُ عثمانْ !
* * *
سَيدّتي ..
حَي على اللجانْ !
====================
المسرحية

مقاعدُ المسرحِ قد تنفعلْ
قد تتداعى ضجراً
قد يعتريها المللُ
لكنها لا تفعلُ
لأنَّ لحماً ودَمَـاً من فوقِها
لا يفعلُ
* * *
يا ناسُ هذي فرقةٌ
يُضربُ فيها المثَـلُ
غباؤها مُعَقَّـلٌ
وعقلُها مُعتقلُ
والصدقُ فيها كَذِبٌ
والحـقُّ فيها باطِـلُ
يا ناسُ لا تُصفّقوا
يا ناسُ لا تُهلّـلوا
ووفِّروا الحبَّ لمن يستأهلُ
فهؤلاءِ كالدُّمَى : ما ألَّـفُوا
ما أخْرَجوا ، ما دقَّـقوا ، ما غَربلوا
وفي فُصُولِ النَّـصِّ لم يُعَدِّلوا
لكنّهم ..
قد وضعوا الديكورَ والطلاءَ
ثُمَّ مَثَّـلوا !
وهكذا ظلَّ الستارُ يَعملُ
يُرْفعُ كلَّ ليلـةٍ عن موعِدٍ
.. وفوقَ " عُرقوبِ " الصباحِ يُسْـدَلُ
وكلَّما غَـيَّرَ في حوارِهِ الممثِّلُ
ماتَ . . وجاءَ البَدَلُ !
مهزلةٌ مُبْكيةٌ .. لا يحتويها الجَدَلُ
فالكُلُّ فيها بَطَـلٌ ..
وليسَ فيها بَطَـلُ !
* * *
عوفيت يا جمهورُ يا مُغَفَّـلُ
لا ينظف المسرح
إنْ لم ينظفِ الممثّلُ
====================
انحنـاء السنبلة

أنا مِـن تُرابٍ ومَـاءْ
خُـذوا حِـذْرَكُمْ أيُّها السّابِلَـهْ
خُطاكُـم على جُثّتي نازِلَـهْ
وصَمـتي سَخــاءْ
لأنَّ التُّرابَ صَميمُ البقـاءْ
وأنَّ الخُطى زائِلَـهْ
ولَكنْ إذا ما حَبَستُمْ
بِصَـدري الهَـواءْ
سَـلُوا الأرضَ
عنْ مبدأ الزّلزلَـهْ !
* * *
سَلُـوا عنْ جنونـي ضَميرَ الشّتاءْ
أنَا الغَيمَـةُ المُثقَلهْ
إذا أجْهَشَتْ بالبُكاءْ
فإنَّ الصّواعقَ
في دَمعِها مُرسَلَهْ !
* * *
أجلً إنّني أنحني
فاشهدوا ذُلّتي الباسِلَهْ
فلا تنحني الشَّمسُ
إلاّ لتبلُغَ قلبَ السماءْ
ولا تنحني السُنبلَهْ
إذا لمْ تَكُن مثقَلَهْ
ولكنّها سـاعَةَ الإنحنـاءْ
تُواري بُذورَ البَقاءْ
فَتُخفي بِرَحْـمِ الثّرى
ثورةً .. مُقْبِلَـهْ !
* * *
أجَلْ .. إنّني أنحني
تحتَ سَيفِ العَناءْ
ولكِنَّ صَمْتي هوَ الجَلْجَلَـهْ
وَذُلُّ انحنائـي هوَ الكِبرياءْ
لأني أُبالِغُ في الإنحنـاءْ
لِكَي أزرَعَ القُنبُلَـهْ !
====================
بيت وعشرون راية

أُسْرَتُـنا بالغةُ الكَرَمْ
تحتَ ثراها غَنَمٌ حلوبةٌ
وفَوقَهُ غَنَمْ
تأكُلُ من أثدائِها وتشربُ الألَـمْ
لِكَي تفوزَ بالرضى
من عَمِّـنا صَنَمْ !
* * *
أُسْرَتُـنا فريدةُ القِيَـمْ
وُجودُها : عَدَمْ
جُحورُها : قِمَمْ
لاءاتُها : نَعَمْ
والكلُّ فيها سادةٌ
لكنَّهم خَدَمْ !
* * *
أُسْرَتُـنا مُؤمِنَـةٌ
تُطِيلُ من رُكوعِها
تُطِيلُ من سُجودِها
وتَطْلُبُ النَّصْـرَ على عدوِّها
من هيئةِ الأُمَـمْ !
* * *
أُسْرَتُـنا واحدةٌ
تجمعُها أصالـةٌ ولَهْجَةٌ .. ودَمْ
وبيتُنا عشرونَ غُرفةً بِـهِ
لكنَّ كلَّ غُرْفَـةٍ من فوقِها عَلَمْ
يقولُ :
إنْ دَخَلْتَ في غرفَتِـنا
فأنتَ مُتَّهَـمْ !
* * *
أُسْرَتُـنا كبيرةٌ
وليسَ من عافِيَـةٍ
. . أنْ يكبُرَ الوَرَمْ !
====================
جاهلية

في زمانِ الجاهليَّـهْ
كانتِ الأصنامُ منْ تَمْرٍ
وإنْ جاعَ العِبادْ
فلهمْ منْ جُثَّةِ المَعبودِ زادْ
وبعصرِ المَدَنِيّه
صارتِ الأصنامُ
تأتينا منَ الغربِ
ولكنْ .. بثيابٍ عربيَّـهْ
تَعبدُ اللهَ على حرفٍِ
وتَدعو للجِهـادْ
وتَسبُّ الوَثنيَّـهْ !
وإذا ما استفحلتْ
تأكُلُ خَيراتِ البِلادْ
وتُحَلِّي بالعبادْ !
* * *
رَحِمَ اللهُ زمانَ الجاهِلِيَّـهْ !
--------------------------------------------------
يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
"تكملة من ديوان لافتات 1" للشاعر احمد مطر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مرحبا بك في منتديات spyman :: منتدى الشعر والشعراء :: منتدى الشعر-
انتقل الى: